[ 1 ]
( ................................... )
[ 2 ]
ليس من الضرورة عند قولنا : نقدٌ بنّاء استحضارالنقيض المسمّى - تجاوزاً و خطأ - نقدٌ هدّام إذلا نقد يهدم - أبداً - لأنّ صفة البنّاء تلازم النقد دائماً وهيَ شرطه الأساسيّ ليكون نقداً .ما يهدمُ أو يأخذ صفة الهدّام و الهادم هو الجهل والجهل كثيرٌ ومتنوّع ويسكن كلّ شيء لأنّه يهدم كل شيء .
[ 3 ]
يطالب الأدباء بالنقد البنّاء و يُجيزون إطلاق صفة الناقد و قبول النقد عندما يكون ذلك النقد بنّاءً !لكن ما حاول البعض تمريره علينا كمتلقين هو تضييق صفةبنّاء بحيث لا تتسع إلاّ فيما كان نقداً - مادحاً - لنصوصهم ،أما ما خالف المدح و الثناء إلى القدح والسواء فلا وصفله عندهم إلاّ بالنقد الهدّام ! .
[ 4 ]
يشبه الشاعر رجل الأمن في مهمّة القبض وهذه لذةالشعر الخالدة بينما القارئ أقرب إلى باحثٍ في الجريمةعندما يُحيطه الشعر بالمفاجأة التي تحاصره بـ كيف ؟مقترباً بذلك من الباحث المُطالب بالإجابة عن : كيف حدثت ؟أمّا الناقد فلا وصف له إلا عالم الاجتماع الذي تقتصرمهمته بالإجابة على سؤال : لماذا ؟ أي : لماذا هذا الشيء جيّد أو لماذا هذا الشيء سيء ؟ .
[ 5 ]
لكلّ قارئ ذائقته الخاصة و لكن ليس في قولنا :" خاصة " من شافع له بمعرفة تفاصيلها وملامحها إذ الناقدوحده مَن يعرف ذائقته جيداً وباستطاعته رسمها وتحديدهالأنّه القادر على الإجابة المقنعة - تقعيداً - عندما يُسأل بـ :لماذا قلتَ بجمال / بقبح هذا الشيء ؟أمّا مَن يُجيبك بـ " لا أعلم ولكنّني لا أحب / أحب ذلك الشيءو هو يوافق / يخالف ذائقتي " فهذا جهلٌ ذو ثلاث شُعَب :- جهلٌ بذائقتك- جهلٌ بالأشياء من حولك- جهلٌ بك يؤدّي إلى زعزعة أفكارك عند أول اصطدام معالآخر المُخالف .
[ 6 ]
رأيك نابعٌ من ذائقتك وعندما لا يكون لرأيك ما يؤيّده سوىالعودة إلى الذائقة التي انطلقتَ منها مسبقاً فلا يمكننيإلاّ نعتكَ و رأيك بالسذاجة إذ لا ملام حينها - علي - لأنّكورأيك تدوران في حلقة مفرغة لتعودان إلى نفس النقطة فارغين إلاّ من جهل .
[ 7 ]
يقول عبدالله بن علوش في لقاءٍ إذاعيّ :" لا استسيغ بدر بن عبدالمحسن كشاعر نثر كما لا يعجبني نايف صقر "
[ 8 ]
أعظم الأمثلة على الهدم :مَن قسّم الشعر و قَسَمه أو قعّده و عقّدهأو حوّره و سوّره أو وقّته و مقّته حتّى سمعنا بـ :تقليديّ و حداثيّ و عموديّ و تفعيليّ !!!وكلّ هادمٍ جهل إذ كل جهلٍ هادم و كلّ بنّاءٍ علم إذكل علمٍ بان .
[ 9 ]
عندما يكثر السيء في الشعر يُطالب الكثير بالنقدظنّاً منهم بأنّه المسؤول عن الحدّ من تكاثره وإيقاف زحفه !!مع أنّ النقد ليست هذه مهمته ، بل تلك مهمّة وسائلالإعلام .. مهمّة النقد فتحُ الأبواب لا إغلاقها حتّى فيما أُعتقدَسوءه .
[ 10 ]
القراءة الانطباعيّة ظالمةٌ - غالباً -إذ لو كانت عادلةً بقانونها و مُقنّنةً بعدلها ما تعدّدت محاولاتالبحث عن ذلك العدل في نعتها بـ :قراءة انطباعية أولى و ثانية و ثالثة ... إلخ .
رائع بل أكثر تبهرني دوماً
ردحذفأتعلم بأنك تفتح لي أفاق
رحبة في عالم النقد والأدب عموماً
أتعلم تخصصي لغة عربية و لهذا
أدرس النقد من مقالاتك حتى
أستفيد أكثر ..
لا عجب في أني دعوت الله
بأن يرزقني قوة البيان كما التي عندك
أتمنى لك التوفيق
نوف عبد العزيز